أين وعد كتائب القسام بالدفاع عن المتظاهرين والرد على قناصة الجيش الإسرائيلي؟!

كتبه: عبد الله محمد محمود
مؤسسة دعوة الحق للدراسات والبحوث

قبل يوم واحد من ارتكاب اليهود المجرمين للمجزرة الفظيعة بالأهالي العزل على الحدود الشرقية لقطاع غزة الذين خرجوا استجابة لآلة حماس الدعائية الضخمة عبر فضائياتها وعبر المساجد التي استخدمتها لإطلاق الصيحات والشعارات التحريضية استجابة “لله والرسول إذا دعاكم لما يحييكم”! كانت كتائب القسام قد نشرت على الانترنت شريط فيديو تحت عنوان : (مبدأ القَناص القسامي …! ” طَلقة لكُل رأس يَتحرك ” .. عشية مسيرات يوم الأرض) في تهديد لجنود الاحتلال اليهود من مغبة التعرض للأهالي الذي سيخرجون في “مسيرات العودة الكبرى”! ليتبين صبيحة اليوم التالي مدى مصداقية التهديد الحماسوي حيث ترجل جنود الاحتلال على مرأى من الجميع خلف السياج الحدودي دون أي خشية من ذلك القناص القسامي الذي هددتهم به كتائب القسام، وتحركت رؤوس القناصة اليهود بالفعل وهي تردي الأهالي العزل من الرجال والنساء والأطفال والشباب والصبايا واحداً تلو الآخر لتصل الحصيلة إلى مقتل 16 شخصاً وأكثر من 1400 مصاباً دون أن يتحرك “قناصة كتائب القسام أو يطلقوا طلقة واحدة للدفاع عن العزّل الذي ذهبوا بهم ليكونوا كطيور البط في مرمى الصيادين ! -ومقابل ماذا؟! لا شيء؟!!!-
قامت حماس واعلامها بالتغرير بشكل لا لبس فيه بالأهالي العزل حين دعتهم للتوجه إلى المناطق الحدودية المكشوفة امام جنود العدو المتمترسين في مواقعهم المحصنة ووراء سواترهم الترابية وآلياتهم المصفحة… آيات وأحاديث عبر الخطب في المساجد وأغاني حماسية عبر الفضائيات كانت تستنفر الناس للمشاركة في “مسيرات العودة الكبرى” إلى الأراضي المحتلة عام 1948م! هذا شيء مقبول وواجب وينبغي المشاركة فيه على كل قادر لو كان حقيقياً ولو كان سيؤدي إلى العودة إلى الديار المحتلة، أما أن تكون الدعوة لمجرد استعراضات وملهاة تسفك فيها الدماء بغزارة دون أي مقابل فإن هذا تغرير بالناس وإهلاك لهم .
يعلم قادة حماس جيداً أن ذهاب الناس إلى المنطقة الحدودية معناه أن الكثير منهم سيقترب من الحدود ما يجعلهم فرائس سهلة لجنود العدو المتربصين، ومع ذلك حرضوا الناس على ذلك.
لو كان هناك خطة عسكرية للعودة إلى البلاد وتحريرها وكان جزءاً من ضمن الخطة أن يتوجه الناس إلى الحدود لكان الأمر ممكن ان يتفهمه الإنسان اما ان يتم الزج بالأطفال والرجال والشباب والشابات والنساء والكهول ليتلقى المئات منهم رصاصات العدو في صدورهم وأرجلهم ورؤوسهم دون أي مقابل فإن هذا لا يمكن وصفه إلا بالجريمة لكل من خطط له وساهم فيه.
وهنا لا ننسى أن لدى حماس وكتائبها أسلحة وصواريخ وعتاد عسكري وقوات مدربة تتباهي بها -كحال بقية الجيوش العربية المحيطة – وقد سقط الناس على مرأى من أجهزتها الأمنية ومسلحيها المنتشرين في المكان دون أن يرف لهم جفن او تدفعهم حمية للدفاع عن أهاليهم الذين استجابوا لدعواتهم بالخروج.
بل تمادى جنود العدو وأطلقوا قذائف دباباتهم دون أن يرد عليهم مسلحو حماس بشيء!
وكان قادة العدو قد هددوا خلال الأيام السابقة باستهداف من يقترب من الحدود ونفذوا تهديداتهم بالفعل وفتك رصاصهم بالنساء والأطفال والشباب العزل رغم بعدهم عن الحدود مئات الأمتار فلماذا لم تف كتائب القسام بوعدها “رصاصة في رأس كل جندي يتحرك” لكن لا غرابة إذا علمنا أنها تواصل اعتقال والتنكيل بالمجاهدين الذين أقلقوا أمن اليهود بصواريخهم خلال السنوت الماضية في سجونها!!؟؟؟

العودة إلى الأراضي المحتلة وإزالة دولة اليهود ممكنة جداً ولكن ليس بطريقة الملهاة التي صنعتها حماس للناس المطحونين في قطاع غزة ولكن عبر جهاد حقيقي تحت راية شرعية وقيادة واحدة لا تخاف في الله لومة لائم وتجاهد في سبيل الله حق جهاده ولا ترهن نفسها لمخابرات شرق أو غرب ولا ترتمي في أحضان أعداء الأمة من طواغيت الحكم أو الشيعة الروافض أو النصارى والنصيريين ولا تواليهم، ولا تقاتل لأجل كراسي ومناصب وإنما ليكون الدين كله لله ولتكن كلمة الله هي العليا وشريعته هي المناهج للحياة تهاجم دولة اليهود من جميع حدودها وخاصة من حدودها الشرقية كما فعل المسلمين الفاتحين من قبل اما غير ذلك فليس إلا ملهاة عبثية.

تعليقات الفيسبوك

comments